[size=21]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛[/size]
[size=21]فما الذي جعل إبراهيم -عليه السلام- يسارع إلى ذبح ولده رغم أن الرؤيا التي رآها لم تتضمن نوع العقوبة المترتبة على التقاعس عن ذبحه؟![/size]
[size=21]ما الذي دفع موسى -عليه السلام- إلى طلب رؤية الله -عز وجل- ولم يكتفِ بكونه قرَّبه نجيـًا؟![/size]
[size=21]ما الذي استقر في قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان يذكر الله -تعالى- على كل أحيانه، وكانت قرة عينه في الصلاة؟![/size]
[size=21]وما الذي حمله -صلى الله عليه وسلم- على أن يقول لعائشة -رضي الله عنها- وهي أحب النساء إليه: ذريني أتعبد لربي؟![/size]
[size=21]وما الذي علمته عائشة -رضي الله عنها- فجعلها ترد عليه قائلة: إني لأحب قربك وأحب ما يسرك؟![/size]
[size=21]وما الذي استقر في قلبه -صلى الله عليه وسلم- حتى كان آخر ما قاله: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى؟؟[/size]
[size=21]وما الذي يسَّر على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يتصدق بماله كله عدة مرات؟![/size]
[size=21]وما الذي جعل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقول: والله ما ليلة أزف فيها لعروس أنا لها محب أو أبشر فيها بمولود ذكر أحب إليَّ من ليلة شاتية شديدة البرد أصبِّح فيها العدو في سبيل الله -تعالى-؟![/size]
[size=21]وما الذي استقر في قلب صهيب -رضي الله عنه- حتى قال عنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه؟![/size]
[size=21]وما الذي ملأ قلب ابن مسعود -رضي الله عنه- بالحب للقرآن وفهمه، ومعرفة تفسيره، والغيرة أن يكون غيره أعلم به منه حتى قال: لو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله -تعالى- تبلغه المطايا لرحلت إليه؟![/size]
[size=21]وما الذي جعل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يـُقبـِّل الطاعون الذي ظهر في يده، ثم يقول للموت حين أجهز عليه: مرحبًا بالموت حبيب جاء على فاقة، اللهم إنك تعلم أنه ما كنت أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار وغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة ليالي الشتاء الطويلة ومزاحمة العلماء بالركب؟![/size]
[size=21]ما الذي دعا ثابتـًا البناني -رحمه الله- أن يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدًا من خلقك أن يصلي في قبره فأعطني ذلك؟![/size]
[size=21]ما الذي جعل أولياء الله -تعالى- لا يكتفون بأداء الفرائض، بل يتبعونها بأداء النوافل ويستقيمون على ذلك؟![/size]
[size=21]وما الذي جعل أحدهم يفرح بالبلاء أكثر مما نفرح نحن بالعطاء؟![/size]
[size=21]ثم ما الذي فقدناه حتى صرنا نؤدي العبادات أداءً روتينيًا لا روح فيه؟[/size]
[size=21]وما الذي افتقدناه حتى صار القرآن بيننا مجرد تعاويذ أو أحجبة ومصدرًا للبركة الدنيوية فقط؟! وأحسننا حالاً في التعامل معه من يَهُذه هَذَّ الشِّعر وهمه آخر السورة.[/size]
[size=21]وما الذي افتقدناه حتى ضاع بيننا الحب في الله -تعالى- فصار أحدنا إنما يحب ويبغض على الدنيا ومصالحها؟![/size]
[size=21]وما الذي افتقدناه حتى صار أحدنا يوالي أعداء الإسلام، وينبهر بزخرف الدنيا الذي حصلوه؟![/size]
[size=21]وما الذي قلَّ في قلوبنا فحل محله حب الدنيا وكراهية الموت؟[/size]
[size=21]وما الذي قلَّ في قلوبنا فحل محله حب الدنيا وكراهية الموت؟[/size]
[size=21]وما الذي ضعف في قلوبنا فضعفت الغيرة لانتهاك حرمات الله -تعالى-؟![/size]
[size=21]وما الذي افتقدناه فصار العمل لنصرة الدين ونشر الدعوة نسيًا منسيًا؟![/size]
[size=21]ما الذي افتقدناه فتغيرت مشاعرنا وأحاسيسنا فصرنا نحزن على الدنيا ونفرح بها؟![/size]
[size=21]ما الذي افتقدناه فضاعت منا نصرة الله لنا وتأييده الذي كان لسلفنا؟![/size]
[size=21]كل هذه الأسئلة وغيرها كثير ليس لها إلا إجابة واحدة...[/size]
[size=21]إنه حب الله -تعالى-.[/size]
[size=21]فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.[/size]
[size=21]اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.[/size]
[size=21]اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.[/size]
[size=21]اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[/size]